Uncategorized

ابني بيغلط كتير… هل أعلمه الصح ولا أسيبه يتعلم من غلطه؟

ابني بيغلط كتير… هل أعلمه الصح ولا أسيبه يتعلم من غلطه؟

كل أم عندها الحيرة دي في لحظة معينة: “ابني بيغلط… أوقفه؟ أنبهه؟ ولا أسيبه يتعلم بنفسه؟”

الغلط هو المدرسة الأولى للطفل هو الطريقة اللي بيكتشف بيها العالم، وبيفهم حدود نفسه وحدود الناس، وبيتعلم بيها التمييز بين الصحة والغلط لكن كمان، الغلط ممكن يوجعه، أو يوجع اللي حواليه… وساعتها إحنا بنقف محتارين:

“أتدخل؟ ولا أسيبه؟ ولو سبت، هيتعلّم؟ ولا هيتمادى؟” في المقال ده، هنمشي سوا خطوة بخطوة في الموقف اللي بيخوفنا كلنا كأهل

الغلط مش نهاية العالم… ده بوابة الفهم

أنواع الغلط عند الأطفال 

فيه غلطات بسيطة، وغلطات كبيرة، وفيه فرق بين الغلط العادي والغلط المؤذي.

1. الغلط الطبيعي اللي نابع من التجربة

زي إن الطفل يسكب المية، يكسر حاجة بالغلط، أو يتصرف بأنانية لأنه لسه ما تعلمش المشاركة.

2. الغلط الناتج عن التقليد أو ضغط المجتمع

زي لما يكرر كلام مش مناسب سمعه، أو يتصرف بعدوانية علشان بيشوف ده في حد تاني.

3. الغلط المؤذي اللي فيه ضرر للناس أو النفس

زي الكذب المستمر، أو الضرب، أو إهمال متعمد في حاجة مهمة.

ده محتاج وقفة، وتوجيه واضح، وأحيانًا تدخل أكبر.

هل أسيبه يغلط؟ أيوه… بس بشروط

1. لما يكون الغلط آمن

يعني مفيهوش ضرر عليه أو على غيره لو بيحاول يبني برج بالكتب وهيقع، سيبيه ، لكن لو هيجرب يلمس النار، لازم تتدخلي فورًا.

2. لما يكون الغلط تعليمي بطبعه

يعني تجربة هيستفيد منها، حتى لو فشل ، زي لما يحاول يحل اللغز بنفسه، أو يشرح حاجة غلط.

3. لما يكون الغلط نابع من فضول أو استقلالية

ساعات الطفل بيغلط لأنه عايز يجرب يعمل الحاجة بنفسه ، زي لما يصر يربط رباط الجزمة لوحده، أو يلبس هدوم مش مناسبة للجو سيبيه… التجربة دي هي اللي هتخليه يتعلم بعمق أكتر من ألف نصيحة.

طيب… إمتى أتدخل؟

1. لو الغلط مؤذي

زي الكذب، السرقة، الضرب، أو الكسر المتعمد مش لأن الطفل “وحش”، لكن علشان نمنعه من إيذاء نفسه أو غيره.

2. لو متكرر رغم التوجيه

يعني شرحتله قبل كده، وفاهم، لكن بيعيد نفس الغلط ساعتها لازم تتكلمي معاه بجدية أكتر، وتفهمي الدافع ورا السلوك.

3. لو الغلط بيخليه يبعد عن نفسه أو يقلل منها

زي لما دايمًا يقول “أنا فاشل”، “أنا غبي”، “أنا ما بعرفش أعمل حاجة” ساعتها دورك ما يبقاش “تصحيح الغلط”، لكن “تصحيح النظرة لنفسه”.

إزاي أعلم من غير ما أحرج؟ أوجّه من غير ما أوجع؟

1. افصلي السلوك عن الطفل

قولي له: “اللي عملته مش صح” بدل ما تقولي: “إنت مش مؤدب”.

الفرق كبير جدا في وقع الجملة على قلبه.

2. اسأليه: “اتعلمت إيه؟” بدل “عملت كده ليه؟”

السؤال الأول بيفتح باب الفهم والتفكير، والتاني بيفتح باب الدفاع والهجوم.

3. شاركيه بتجاربك

احكي له عن مرة غلطتي فيها وإزاي تعلمتي.

ده بيخليه يحس إن الغلط مش نهاية الدنيا… وإن ماما كمان بتتطور زيه.

4. شجعي المحاولة مش النتيجة

قولي له: “أنا شايفة إنك حاولت تعمل كذا… وده مهم جدًا”، حتى لو النتيجة كانت غلط ده بيبني داخله رغبة حقيقية للتعلم، مش بس خوف من العقاب.

 

الغلط هو بوابة النضج… ما تقفليشها في وشه الطفل مش محتاج أم تمنعه من الغلط تماما، هو محتاج أم تمسك إيده بعد الغلط، تقوله: “أنا هنا”، تفهمه إن الحب مش بيتغير حتى وهو بيغلط، وتعلمه إن الغلط مش علامة ضعف… لكن خطوة في طريق القوة.

سيبيه يغلط… بس علّميه من غير ما تكسريه.

وافتكري دايما: الطفل اللي بيتعلّم من غلطه، هو الطفل اللي هيبقى قادر يواجه الحياة، وياخد قرارات، ويعتذر، ويصلح، ويتغير.

اقري عن : هل أنا بضغط على ابني من غير ما أحس؟ علامات الضغط النفسي اللي ممكن تسببها لطفلك منغير قصد