الخوف الغير مبرر عند الأطفال ازاي تتصرف صح مع طفلك ؟
الخوف الغير مبرر عند الأطفال ازاي تتصرف صح مع طفلك ؟
الخوف مش دايمًا شيء وحش هو غريزة بتحمينا، بتنبهنا، بتخلينا ناخد حذرنا.
لكن لما الخوف يتملك الطفل، ويبدأ يعطله عن اللعب، أو النوم، أو المدرسة، أو حتى الكلام… بيبقى محتاجين نفهمه، مش نلومه ولا نتهرب منه.
المقال ده هيجاوبك لو كنتي متلخبطة ما بين “ده خوف طبيعي” ولا “كده بقى فيه مشكلة”. وهنتكلم عن أنواع الخوف، علاماته، وإزاي نساعد الطفل يواجهه بطريقة صحية.
الخوف مش علامة ضعف… ده دليل على مشاعر حية
أول حاجة لازم نعرفها هي إن الطفل اللي بيخاف، ده مش ضعيف.
الطفل اللي بيرتجف وهو داخل فصل جديد، أو اللي بيعيط أول ما النور يطفي، أو اللي بيخاف من صوت عالي ده مش جبان ده حساس، متصل بنفسه، عنده خيال.
اللي يخوف فعلًا إن الطفل “يبطل يحس”، يبطل يقول إنه خايف، ويبطل يطلب أمان.
الخوف في سن صغير ممكن يبقى زي البوصلة، يقولك ابنك محتاجك فين، وإمتى، وإزاي.
أنواع الخوف عند الأطفال: من أول سنة لحد المدرسة
1. الخوف من الانفصال (سنة لسنتين)
ده طبيعي جدًا، الطفل بيبكي أول ما الأم تختفي، حتى لو رايحة المطبخ. ده لأن الطفل لسه ما فهمش إن اللي يروح ممكن يرجع.
وهنا مش محتاجين ننتقده، بل نطمنه ونبني روتين ثابت يخليه يعرف إننا بنروح… وبنرجع.
2. الخوف من الأصوات والحيوانات (سنتين لتلاتة)
الأطفال عندهم خيال واسع، ولما يسمعوا صوت مكنسة أو يشوفوا كلب بيهوهو، ممكن يفتكروا إن في خطر حقيقي.
هنا نحتاج نطمنه، نشرح له ببساطة، ونكون معاه لحد ما يهدى.
3. الخوف من انلظلمة والوحوش (4-6 سنين)
ده السن اللي بيتفرج فيه الطفل على كرتون فيه دراما، أو يسمع حكايات، أو حتى يتخيل حاجات في الليل.
وهنا مش المفروض نقول له “ده خيال وخلاص”، لكن نسمعه ونشاركه خياله ونحوله لأمان: ممكن نحكيله قصة فيها بطل شجاع بيحارب الخوف، أو نحط نور خفيف يطمنه.
4. الخوف الاجتماعي والخوف من الفشل (6 سنين وما فوق)
هنا الطفل بيبدأ يقلق من رأي الناس، أو من إنه يغلط، أو من إنه يفشل.
الخوف هنا بيبقى متعلق بالهوية والثقة بالنفس. وهنا لازم نسمعه أكتر من أي وقت، ونفهم إحساسه بدل ما نقوله “ما تخافش، إيه التفاهة دي”.
علامات تقول إن الخوف خرج عن الطبيعي
مش كل خوف طبيعي. في لحظات معينة، الخوف بيتحول لعبء على الطفل.
علامات لازم ناخد بالنا منها:
الطفل بيعيط بشكل هستيري كل يوم قبل المدرسة.
بيحاول يتجنب مواقف معينة تمامًا (زي النوم لوحده، أو الخروج).
الخوف بيأثر على نومه، أكله، أو تركيزه.
بيشتكي من وجع في بطنه أو راسه من غير سبب عضوي واضح (الخوف ممكن يتحول لأعراض جسدية).
بيحس بالخجل أو الذنب لما يعترف بخوفه.
في الحالات دي، محتاجين نحتوي الطفل ونبص أعمق، مش نزعق له أو نكسفه.
ردود فعل بتزود الخوف من غير ما نحس
ساعات إحنا بنزود خوف الطفل وإحنا فاكرين إننا بنساعد مثلاً:
“إيه العيال اللي بتخاف دي؟”…. ده مش بيقويه، ده بيكسفه.
“مافيش حاجة تخوف، انزل دلوقتي!”…. ده ما بيطمنش، ده بيخليه يحس إنه غلطان لأنه خايف.
“لو ما نمتش هاجي آكلك!”…. في أطفال بتاخد الكلام بحرفيته… بتصدق إنك هتأذيها.
كل جملة من النوع ده ممكن تزرع جوا الطفل صورة مخيفة، أو شعور بالوحدة في مشاعره.
إزاي تساعدي طفلك يتعامل مع الخوف؟
1. اسمعيه من غير مقاطعة
أكتر حاجة بتريح الطفل إنه يلاقي ودن تسمعه.
خليه يقولك هو خايف من إيه، حتى لو الكلام مش منطقي.
قوليله: “أنا فاهم إنك خايف، وده شعور طبيعي، وأنا جنبك”.
2. طمنيه مش تكذبيه
لما يقولك “أنا خايف من العتمة”، ما تقوليش “مافيش حاجة في العتمة”، لكن قولي: “أنا كنت بخاف زيك زمان، بس تعال نشوف النور الصغير الجميل اللي معانا”.
3. علميه يسمي مشاعره
الطفل ساعات بيكون مشوش، مش عارف هو حزين ولا خايف ولا متضايق.
علميه يقول: “أنا حاسس إني متوتر”، “أنا خايف دلوقتي”، “أنا مش مرتاح”.
كل ما عرف يسمي الشعور، كل ما بقى عنده سيطرة أكتر عليه.
4. استخدمي القصص والألعاب
القصة اللي بتحكي عن بطل صغير بيخاف وبيواجه، بتدخل عقل الطفل أكتر من 10 محاضرات.
استخدمي عرايس، تمثيل، رسومات… وخلّي الطفل يشارك في خلق القصة.
5. خدي الخوف على مراحل
لو طفلك بيخاف من النوم لوحده، ما تجبريهوش ينام فجأة لوحده.
ابدأي تقعدي جنبه، بعدين تقعدي على الباب، بعدين تبقي في أوضتك والباب مفتوح… خطوة خطوة.
الخوف مش عيب… ده باب للحب والتفاهم كل مرة يخاف فيها طفلك، دي فرصة ذهبية إنك تحضنيه أكتر، وتقربي منه أكتر، وتفهميه أكتر.
الخوف مش عدونا، ده أحيانًا دليل على إن الطفل لسه قلبه حساس، ولسه بيطلب أمانك فبدل ما نقول “كفاية بقى”، نقول “أنا هنا… واحنا سوا هنتغلب على ده”.
لأن الطفل اللي اتفهم خوفه، هو الطفل اللي هيكبر يبقى شجاع بجد، من غير ما يتكسّر من جوه.
اقري عن : لما طفلك يبطل يسمع الكلام: هل هو عنيد ولا في مشكلة أعمق؟
