ابني بيتعصب بسرعة اتعامل معاه ازاي؟
ابني بيتعصب بسرعة اتعامل معاه ازاي؟
واحدة من أكتر المشاكل اللي بتقابل الأمهات هي إن ابنهم بيتنرفز بسرعة، وبيبقى رد فعله عنيف على حاجات ممكن تكون بسيطة جدا. ممكن يتعصب علشان لعبة ما اشتغلتش، أو يزعق لمجرد إنك رفضت طلب ليه، أو حتى يعند ويدخل في نوبة بكاء أو غضب علشان حاجة تافهة.
اللي بيصعب المشكلة أكتر إن الأهل ساعات بيبقوا مش فاهمين هو ليه بيتصرف كده، ومش عارفين يتعاملوا معاه إزاي، خصوصا لما يكون الطفل عنيد أو حساس زيادة.
في المقال ده هنتكلم عن أسباب العصبية عند الأطفال، وإزاي نحتويها بشكل تربوي، وهنقدم خطوات عملية تساعدك تهدي ابنك وتعلميه إزاي يعبّر عن مشاعره بشكل سليم بدل العصبية.
ليه الطفل بيتنرفز بسرعة؟
فيه أطفال بطبيعتهم حساسيتهم عالية، وبيتأثروا بسرعة بأي حاجة حواليهم. لكن كمان، العصبية ساعات بتكون ناتجة عن حاجات بسيطة إحنا الكبار مش بناخد بالنا منها، زي:
1. ما بيعرفش يعبّر عن نفسه
الطفل ساعات بيبقى جواه مشاعر كتير: زعل، إحباط، غيره، أو حتى حيرة، بس مش بيعرف يقولها. لأنه لسه بيتعلم يعبر بالكلام، فالمشاعر دي بتطلع على هيئة غضب أو صريخ أو حتى ضرب. هو مش ناوي يزعلك، هو بس مش عارف يقولك “أنا زعلان” أو “أنا محتاج حضنك”. وكل ما كانت حصيلته اللغوية ضعيفة، كل ما العصبية كانت أعلى، لأنه مش لاقي طريقة تانية للتعبير.
2. الضغط والتعب بيأثروا على مزاجه
الطفل اللي ما نامش كويس، أو جعان، أو مضغوط من المدرسة أو من التزامات كتير، بيكون قابل للاستفزاز والانفعال بسهولة جدًا. يعني لو صحي متأخر، واتأخر عن الباص، وما لحقش يفطر، وفرحتِ عليه يلبس بسرعة، طبيعي جدًا يتنرفز ويبكي ويرفض يسمع الكلام.
3. حاسس إن محدش بيسمعه
أوقات الطفل بيتكلم ويشتكي ويحاول يعبّر عن اللي جواه، بس ما حدش بيسمعه بجد. يا إما نتجاهله، يا إما نقلل من إحساسه، أو نضحك على كلامه. في الحالة دي، هو بيتعلم إن الكلام مش بيفرق، وإن الطريقة الوحيدة اللي تخلي اللي حواليه ياخدوه بجد هي العصبية أو العياط أو الزعيق.
4. بيشوف توتر حواليه
الطفل بيتعلم من البيئة اللي حواليه. لو البيت فيه دايمًا صوت عالي، أو الأب والأم بيتخانقوا، أو في توتر مستمر، ده بينعكس على سلوك الطفل. هو مش واعي بس بيلقط المشاعر دي وبيطلعها في شكل نرفزة. حتى لو كان بيتفرج على كارتون فيه صريخ أو عنف بشكل متكرر، ده بيأثر على طريقته في التعبير عن الغضب.
اتعامل مع عصبيته إزاي؟
التعامل مع طفل عصبي محتاج صبر وهدوء وفهم. مش كفاية تقولي له “ما تعيطش” أو “اسكت”، لأن دي ردود بتكبّت مشاعره من غير ما تعلّمه يتصرف إزاي. تعالى نشوف خطوات عملية تقدري تبدأي بيها:
1. افهمي سبب العصبية قبل أي رد فعل
ما تتعامليش مع الموقف من بره بس. حاولي تدخلي جوا دماغ ابنك، وتفكري: “هو مضايق ليه؟”
هل اتظلم؟ حاسس بالغيرة؟ جعان؟ زهقان؟
المعرفة دي بتساعدك تردّي رد مناسب بدل ما تاخدي الموضوع بشكل شخصي أو تزعقي.
2. اهدي الأول علشان هو يهدى
الطفل العصبي محتاج قدامه حد ثابت وهادي، مش حد بيزعق زيه. كل ما صوتك كان أهدى، وطريقتك أرق، كل ما عقله بدأ يستقبل الكلام، وكل ما حس بالأمان أكتر.
مثلاً بدل ما تقولي:
> “إنت بتزعق ليه؟ اسكت بقى!”
جربي تقولي:
“أنا شايفة إنك متضايق.. تعال نهدى ونفكر سوا.”
3. علميه يسمي مشاعره
الأطفال اللي بيتعلموا يقولوا “أنا زعلان”، أو “أنا متضايق علشان كذا”، بيقلّ عندهم السلوك العصبي بشكل واضح. وده بييجي بالتدريب.
يعني لما يزعق، بدل ما تقولي له “عيب”، قولي له:
“تحب تحكيلي إيه اللي ضايقك؟ تحب تقوللي حاسس بإيه؟”
في البداية هتحسي إنه مش بيرد، بس مع التكرار هيبدأ يتعوّد ويستخدم الكلام بدل الغضب.
4. ما تسيبيش السلوك الغلط يعدي من غير توجيه
التعاطف مش معناه تسيبي الطفل يضرب أو يكسر أو يزعق من غير حساب. مهم توصلي له إنك فاهماه، بس كمان في حدود لازم يحترمها.
مثلا:
“أنا حاسة إنك غضبان، وده من حقك، بس مش من حقك تضرب إخوك. تعال نقول إحنا زعلانين ليه ونشوف نحلها إزاي.”
5. علميه مهارات التهدئة
مش لازم كل مرة يتنرفز يزعق أو يضرب. ممكن تعلّميه طرق بديلة علشان يهدّى نفسه زي:
يعد من 1 لـ 10
ياخد نفس عميق
يرسم مشاعره على ورقة
يروح يقعد لوحده في مكان هادي
يشيل لعبة بيحبها لما يضايق علشان تهديه
دي كلها حاجات بسيطة، لكن بتفرق كتير لما تبقى عادة عند الطفل.
6. كافئي السلوك الإيجابي لما يحصل
لما ابنك يقرر يتكلم بدل ما يزعق، أو يهدى بنفسه من غير ما يضرب، امدحيه على ده. مش لازم مكافأة مادية، ممكن كلمة حلوة أو حضن أو حتى إنك تحكي لحد تاني عن تصرفه قدامه.
زي مثلا تقولي له:
“أنا فخورة بيك علشان عرفت تتكلم من غير ما تزعق. شاطر!”
ده بيعزز السلوك الإيجابي جواه، ويخليه يحاول يكرره تاني.
امتى ألجأ لمتخصص؟
فيه حالات العصبية فيها بتكون أكتر من الطبيعي وبتأثر على حياة الطفل اليومية، وساعتها لازم تطلبي دعم من متخصص نفسي للأطفال، خصوصا لو:
- العصبية بقت مستمرة ومبالغ فيها طول الوقت
- الطفل بقى يرفض يسمع أي كلام نهائي
- السلوك بقى فيه ضرر لنفسه أو لغيره
- بقى بيتراجع دراسيًا أو منعزل عن أصحابه
- حسيتي إنك مش قادرة تسيطري خالص على الموقف
- المتخصص ممكن يساعدك تكتشفي السبب الحقيقي ويديكم أدوات عملية تمشوا عليها.
عصبية الطفل مش دايمًا معناها إنك فشلتي في تربيته، ومش دليل على سوء سلوك. أوقات كتير بتكون مجرد طريقة للتعبير عن مشاعر هو مش عارف يشرحها، أو رد فعل طبيعي لتوتر أو ضغط هو مش عارف يتصرف فيه.
خدي نفس، وافتكري إن ورا كل نرفزة في طفل صغير بيقولك:
“أنا محتاجك تفهميني.. مش تزعقيلي.”
بالفهم، والهدوء، والاحتواء، تقدري تبني جسر بينك وبين ابنك، وتعلميه إزاي يعبر عن نفسه من غير صريخ ولا غضب.