ازاي تساعدي طفلك على بناء صداقات صحية؟
ازاي تساعدي طفلك على بناء صداقات صحية؟
واحدة من أكتر الحاجات اللي بتأثر على نفسية الطفل وعلى ثقته في نفسه، هي قدرته على إنه يكون صداقات صحية وسليمة من وهو صغير. العلاقة مع الأصحاب مش بس حاجة بتسلّي وقت المدرسة أو النادي، لكن دي بتمهّد لطريقة تعامله مع الناس طول عمره، من أول المدرسة، لحد شغله في المستقبل، وحتّى علاقاته الشخصية. الطفل اللي بيعرف يبني علاقة سليمة، مبنية على الاحترام والتفاهم والمشاركة، غالبًا بيكون أكثر توازن في شخصيته، وبيكون عنده قدرة أكبر على حل المشاكل والتواصل من غير ما يلجأ للعدوان أو الانسحاب.
بس السؤال اللي بيشغل ناس كتير: هل دي حاجة الطفل بيتولد بيها؟ ولا نقدر نساعده يكتسبها؟ والإجابة ببساطة إن مهارات التواصل الاجتماعي دي زَيّها زي أي مهارة، بتتعلّم، وبتتدرّب، وكل ما بدأنا بدري، كل ما كانت النتيجة أحسن بكتير.
ليه بناء الصداقات مهم لطفلك من صغره؟
الطفل اللي بيعرف يتواصل مع اللي حواليه ويفهمهم ويتعامل معاهم، هو طفل عنده أدوات تساعده يتخطّى مشكلات كتير في حياته. الطفل الاجتماعي بيكون أقل عرضة للانعزال أو الاكتئاب، وبيقدر يطلب المساعدة لو احتاج، وبيعرف يقول رأيه من غير ما يحس بخوف أو تردد. كمان، الصداقات بتعلّمه يحس بالتعاطف مع غيره، يعرف يحل خلافاته بشكل حضاري، ويتعلم من تجاربه مع الناس، بدل ما يفضل حابس مشاعره جواه. ده غير إن الطفل اللي بيحس إن حواليه ناس بتحبه وبتدعمه، بيكون أكثر تركيز في المدرسة، وأكثر قابلية للتطور.
طب إزاي أبدأ أساعده يتعلم يكون صداقات؟
أول حاجة محتاجة تبقي عارفة إن دورك مش إنك تفرضي عليه صحاب، ولا إنك تحكي مكانه أو تحلّ مشاكله الاجتماعية بداله، لكن دورك الأساسي إنك تخلقي له بيئة آمنة يتعلّم فيها، وتشجعيه بخطوات صغيرة ومناسبة لشخصيته، خاصة لو كان خجول أو حساس شوية. البداية بتكون من البيت، لما نعلّمه مهارات زي إنه يطلب حاجة بأدب، أو يقول “من فضلك” و”شكراً”، أو يعبر عن مشاعره بشكل بسيط زي “أنا زعلان علشان حصل كذا”، أو “أنا فرحان لما صاحبي لعب معايا”.
كل تصرف بسيط من النوع ده، بيبني عنده إحساس بالثقة، وبيعلّمه إنه يستحق يكون له مكان وسط الناس، وإنه مش لازم يخاف أو ينعزل لما يتعرض لموقف جديد أو شخص غريب.
وفري له فرص اجتماعية آمنة ومناسبة
مهم جدًا كأم أو أب إننا نوفّر للطفل مواقف يتفاعل فيها مع أطفال تانيين من غير ما نحسسه بالضغط أو الخوف من الفشل. مثلاً، ممكن تعزمي طفلين من صحابه في النادي، أو تخرجي مع أسرة صاحب له علشان يحس براحة أكتر في التفاعل، أو تخليه يشارك في نشاط جماعي زي ورشة رسم أو فريق رياضي بسيط. في البداية، حاولي تكوني قريبة من غير ما تتدخلي، وراقبي إزاي بيتصرف، ولما تلاقيه حاول يبدأ حوار أو يشارك بلعبة، شجعيه بكلمة صغيرة زي “برافو إنك بدأت تلعب مع صاحبك”، أو “أنا شفتك وإنت بتشارك اللعبة، وده تصرّف جميل قوي”.
الكلام ده بيقوّي سلوكه الإيجابي وبيشجعه يعيده من نفسه، من غير ما يحس إنه تحت المراقبة أو التقييم.
ما بين المساندة والتدخل: امتى تسيبيه، وامتى تتكلمي؟
أحيانًا بتحصل مواقف بين الأطفال بتخلي الأم تتلخبط: أتدخل؟ ولا أسيبهم يتصرفوا؟ القاعدة البسيطة هنا هي إنك تسيبي ابنك يحاول يحل مشكلته بنفسه الأول، طالما الموقف مش فيه عنف أو خطر. لما يتخانق مع صاحبه على لعبة أو حد زعله، سيبيه يعبر، سيبيه يجرّب يقول اللي مضايقه، وشوفي رد فعله. ولو لقيتيه مش قادر أو اتوتر جدًا، وقتها ادخلي بأسلوب هادي، وساعديه بالكلام من غير ما تحرجيه.
يعني بدل ما تقولي “إنت غلطان، لازم تعتذر”، قولي “ممكن تشرح لصاحبك إنت كنت حاسس بإيه؟”، أو “تفتكر إيه الحل اللي ممكن يخليكم ترجعوا تلعبوا مع بعض؟”. الطريقة دي بتخلي الطفل يتعلم يفكر، ويتكلم، ويختار، مش بس ينفّذ أوامر.
الطفل الخجول أو اللي مش بيحب يندمج
لو ابنك من النوع اللي بيتهرب من أي نشاط جماعي، أو بيكسف يتكلم، أو حتى بيخاف يبص في وش اللي قدامه، ده مش معناه إنه منطوي أو عنده مشكلة كبيرة، لكن غالبًا محتاج خطوات أصغر، وتدريج في التعرّض للمواقف الاجتماعية. هنا بييجي دور القصص، اللي تعتبر من أنجح الطرق لتوصيل الرسائل للطفل من غير توجيه مباشر.
مثلاً، ممكن تحكي له عن طفل اسمه عمر كان دايمًا بيكسف يتكلم مع حد، لكنه قرر يوم يبتسم لطفل في الفصل، ومن هنا بدأت الصداقة. القصة هنا بتوصّل المعنى من غير نقد أو ضغط.
كمان، مفيد جدًا تدربيه على جمل بسيطة يقدر يستخدمها في المواقف، زي “أنا بحب العربية دي، تحب نبدّل؟”، أو “اسمك إيه؟”، أو “تعالى نلعب سوا”. التكرار مع الوقت بيخليه يحس براحة أكتر ويستخدم الكلام تلقائي.
إزاي تعززي المهارات الاجتماعية من غير ما تفرضيها؟
أهم حاجة إن الطفل يحس إن التواصل مش واجب عليه، ولا إن علاقاته وسيلة نكسب بيها رضا الناس أو مظهر اجتماعي. علّميه يختار مين يقرب منه، ويحترم نفسه لما حد يزعّله، ويتكلم لما يتضايق، ويسيب المساحة لغيره يتكلم كمان. المهم مش عدد الأصحاب، لكن جودة العلاقة.
ابنك مش لازم يكون محبوب من الكل، لكن يكفي يكون محبوب من نفسه، وواثق إن اللي حواليه بيحبوه زَيّ ما هو.
تربية الطفل على بناء صداقات صحية مش حاجة بتتحقق في يوم وليلة، لكن هي مشوار بنمشيه سوا معاهم، بخطوات بسيطة، وتشجيع مستمر، وصبر.
كل مرة ابنك يحاول يتكلم مع طفل جديد، كل مرة يشارك لعبة، كل مرة يعبر عن رأيه… دي خطوة كبيرة ناحية نضجه الاجتماعي.
ساعديه يكون عنده صوت، يحترم اللي حواليه، ويحب نفسه من غير مقارنة. ولو مشي خطوة صغيرة النهاردة، بكره هيقدر يكمّل لوحده.
اقري عن : ازاي تزرعي في طفلك حب القراءة